تخيل لو أن ثلاجتك دائما مملوءة بكل أنواع الفاكهة... ومن كل صنف ولون.. ما قد يستمر معك شهورا... وذهبت في يوم ما للسوق لشراء بعض الخضار واللحوم أو أسماك وخلافه لزوم الوجبات فلم تجد... في المقابل رأيت عرضا على الفواكه بنصف الثمن.. هل تشترى أم تحاول البحث في أي مكان آخر عن "حاجة تاكلها موش تحلى بيها".
المنطق يقول إنه لابد من البحث عن الطعام في مكان آخر لأنك في حاجة لتناول الوجبات من أجل الحياة واستمرارها.. ويجب أن تبحث في كل مكان وإذا اعياك البحث - وهذا من النوادر لأن لزوم الطعام من الطبيعي أن يتوافر حتى لو كان في سوق العبور..
البحث والتعب يجعلنا دائما نصل للهدف.. ولابد من التضحية حتى لو استلزم الأمر البحث في الدول المجاورة أو إرسال خطاب لبعض القرايب لإرسال الخضار لأن الولاد عايزين ياكلوا وزهقوا من الفاكهة..
للأسف هذا ما يحدث في كل ميركاتو انتقالات... الأهلي والزمالك يحتاجان مثلا للطعام فيشتريان فاكهة.. الأهلي يحسم صفقاته خوفا من أن تذهب للمنافس والعكس.. مما جعل الكثير من المراكز في الفريقين بها تخمة في حين أن هناك مراكز أخرى تكاد تضم لاعبين أو ثلاثة...
ومع كامل الاحترام للفائدة الفنية من كل لاعب يتعاقد معه الناديان... لكن ماذا سأستفيد من هذه الصفقة مادام مكانها الثلاجة... اليس من الأفضل لكليهما ضم اللاعب الذي يحتاجه وتدعيم صفوفه به؟
الذي يحدث هو أن الكبيرين يتعاملان دائما بمبدأ الحرمان.. والاحتكار... فالأهلي يضم لاعبا يفيد الزمالك والعكس لحرمان الآخر منه وبالتالي يفقد منتخبنا لاعبا مهما بسبب هذه السياسة الجهنمية التي دفع لاعبون كثيرون سببا لها.. وأصبحوا في طى النسيان.. وهم يتحملون جزءا من المسئولية لأنهم وافقوا على التعاقد مع النادى الذى لا يحتاجهم وارتضوا بالدكة وهم يعلمون أنهم ذاهبون للجلوس عليها.... مع الأسف هؤلاء يبيعون أنفسهم لوهم أن دكة هذا النادى افضل من المنافس وهو كلام يردده اللاعبون لإعطاء أنفسهم جرعة من الصبر على ما هم فيه...
والتاريخ يقول إن كل اللاعبين الذين ذهبوا للدكة لم يبرحوها الا للانضمام لناد اقل.. وعدد منهم يقول أن مجرد كلمة لاعب سابق بالأهلي أو الزمالك كفيل بأن يجلب له العديد من العروض الكبري.. لكن هذا أصبح حاليا وهما بعد أن فطنت أندية الشركات والمؤسسات لفكرة التجارة والربح وليس الشراء من الأهلي والزمالك.
فأصبح مثلا مصر المقاصة وإنبي معمل تفريخ لأندية القمة ويبيعان لاعبيهما بملايين الجنيهات التى تذهب فعلا لخزانة الناديين ويتحول اللاعبون المنضمون منهما لثلاجة الفاكهة... أهمس في أذن كل لاعب.. لا تنظر لتنافس الأهلي والزمالك عليك. فكل منهما يبحث عن مصلحته... فانظر أنت إلى مصلحتك واختر النادى الذي تشارك وتلعب وتتألق وتحصل على أموالك ونسب مشاركاتك ثم تكون نتيجة تألقك هي انضمامك للمنتخب... لأنك لو بحثت عن اسم الأهلي والزمالك فقط فسيكون مصيرك ثلاجة الفاكهة المكتظة بأجود الأنواع وستنتظر دورك حتى تجد من ينظر إليك... لكن سيكون بعد فوات الأوان لأن العطب سيكون قد أصابك... اذهب لثلاجة الخضار لأن الطبخ لا ينتهي ولا احد يمتنع عن الأكل.. وستجد نفسك في المكانة التي تستحقها..
المصدر: كلمتى
0 التعليقات:
إرسال تعليق